كتبته نورا محمد : جدة

 

الإسلام والإرهاب

 

دعونا نتحدث ولو مرة واحدة بموضوعية .. ما سبب هذا المزج في الغرب بين مصطلحات لا يمكن خلطها مثل المسيحية والعلمانية والعنف والإسلام ؟

والذي تسبب في حالة الهلع والخوف التي يعيشها الغرب من المسلمين ؟

هل حقا هناك تجدد للعداء القديم بين المسلمين و المسيحيين ؟

أم أن ما يحدث هو عبارة عن رد فعل عنيف لمسرحية تساقط الأقنعة التي يشهدها العالم منذ منتصف القرن الماضي ؟

الإسلام المرعب أو الإرهاب  كلها مصطلحات تتردد بكثرة هذه الأيام  في الغرب ,, فهل حقا الإسلام مخيف ؟

ما يدهشني هو أن الكثيرين يحاولون نفي هذا عن الإسلام ؟؟ و كأنها تهمة يحاولون التملص منها والخروج من دائرتها !! وقد نسوا هؤلاء أو تناسوا أن هذا ما قضت الأمم في سبيل الحصول عليه على كثير من سلاحها ورجالها بل وحتى سمعتها , وإلا فما هو الذي من اجله حارب الاسكندر و نابليون و هتلر, إنها القوة المخيفة التي ترهب من حولها , بغض النظر عن نوع هذه القوة أو حجمها المهم أن الهدف النهائي وهو الإرهاب والسيطرة , ثم أليس هم من صنعوا القنابل الذرية والألغام والدبابات ؟ من اجل ماذا سوى إخافة المسلمين !! وبعد ذلك لماذا لا يجب علينا إخافتهم ؟؟ إن إرهاب كل أمة لعدوها هو أمر مشروع , و إذا اعتبرنا الغرب أعداء لهم لماذا بعد ذلك نفاخر بصداقتهم !.

إننا – أي المسلمين – لم نحض منذ عقود بهذا الشرف.. وهو أننا مرعبون ويخشانا البعض .. لأننا فقدنا تلك القدرة منذ عقود طويلة , بل استهدفنا وجثمت امتنا تحت ليل طويل من الاستعمار وموجات منتظمة من الاستحمار ونهب الثروات والغزو الفكري , حتى تأكد لدى الغرب انه لم تزل لدينا بقية من شيء قد يشكل خطرا عليهم في يوم من الأيام ! والعجيب انه بعد كل ذلك لم تزل لدينا قوة ..؟؟

نحن إرهابيون !!  لماذا ؟؟  ما الذي يرهب أمريكا او غيرها منا ؟؟  أين تكمن هذه القوة المرهبة ؟؟  في تمزقنا ! أم في اختلافاتنا ! أم في خلافاتنا ! أم في ديوننا ! أم في ذوبان هويتنا ! أم في ضعفنا نفسه ! أم في ماذا ؟

إذا سلمنا انه لا توجد لدينا قوة – وهذا ما نعلمه – فلماذا يخشوننا ؟ و إذا زعموا أن لدينا حقا ما يرهبهم ويخيفهم فما هو ؟            

إنها عقيدتنا إذا وبلا شك ذلك الذي يرعب الغرب ولكن لماذا ؟

من غير المعقول أن تكون الحكومات بذاتها أو الأفراد وراء انتشار الرعب من الإسلام في أوروبا والغرب .. ولكن رجال الدين المسيحي هم أصحاب المصلحة في ذلك.

رغم ثورة أوروبا على رجال الدين والكنيسة ألا أنها لا تزال لها سطوة فكرية قوية على الإنسان  الأوروبي والغربي رغم المظهر العلماني الذي تزهوا به هذه البلدان , فهؤلاء الكهنة يرون انه إذا اعتنق الأوروبيون الإسلام فلن تبقي لهم بقية احترام أو تقديس يجمعون من ورائها ثرواتهم !

والحق أن الحضارة الجديدة لم تترك فراغا للدين المسيحي و خرافاته في عقل الإنسان الأوروبي المتحضر وهي في الوقت نفسه فتحت مجالا واسعا للتفكير في كثير من معجزات العلم التي سبق الإسلام إلى الإشارة إليها منذ أمد سحيق ,, هذه المعجزات العلمية التي استغرق العلماء مجتمعين وقتا طويلا لاكتشافها بينما تحدث محمد r نبي العرب عنها وهو متكئ في حديث سامر مع أصحابه !

إن الحضارة الحديثة قربت العقلية الأوروبية المتحررة اكثر من الإسلام وجذبتها بقوة نحو التفكر و التدبر في الأكاذيب التي نشرتها الكنيسة عن دين العرب ومحاولة التحقق منها ودفعتها دفعا للمقارنة بين الإسلام والمسيحية تلك المقارنة التي نتج عنها إيمان راسخ لدى السواد الأعظم من الناس بمدى هشاشة الدين المسيحي ومدى قوة الإسلام . 

أما العقلية الأوربية المتحجرة فلم تزل تحت تأثير التنويم المغنطيسي لرجال اللاهوت محاولة أن تمزج بين ما تتلقاه عنهم وبين معطيات العصر الحديث ! فإذا برجال الدين يجدون في هذه المزيج ضالتهم .

لقد تمكنوا في العقود الماضية من أن يقنعوا الحكومات أن ثمة علاقة بين العنف و الإسلام معتمدين في ذلك على بعض النصوص الصحيحة التي تأمر بالجهاد ,, وبالقليل أو الكثير من الاستفزاز للمشاعر الإسلامية  تمكنوا بعد أن ظهرت على السطح ردود الفعل تجاه تلك الاستفزازات من أن يثبتوا تلك العلاقة .

إن ما يهمنا ألان هو أن نعي أن الحرب الموجهة ضد الإرهاب إنما هي موجة ضد العقيدة الإسلامية ذاتها ولن تهدأ هذه الحملة حتى تمسح و تقضي على ما تبقى في قلوبنا من الإيمان .

 

 

 

 

هل لديك تعليق ؟؟

اكتب إلى : good@mail2arabia.com